الطب الاتصالي ومستقبل الرعاية الصحية في المملكة

يشكّل الطب الاتصالي (Telemedicine) إحدى أبرز ثمار التحول الرقمي في القطاع الصحي، وهو ركيزة أساسية ضمن أهداف رؤية المملكة 2030 لرفع جودة الخدمات الطبية وتعزيز وصولها إلى جميع المواطنين والمقيمين في مختلف المناطق. فقد غيّر هذا التوجه مفهوم زيارة العيادة، وفتح آفاقًا جديدة للرعاية الصحية تعتمد على التقنية والاتصال بدلًا من الحضور الجسدي.

كيف غيّر الطب الاتصالي مفهوم زيارة العيادة؟

في الماضي، كان المريض مضطرًا للتوجه شخصيًا إلى المستشفى أو المركز الصحي مهما كانت طبيعة استفساره أو حالته. أما اليوم، فقد أصبح بإمكانه عبر الهاتف الذكي أو الحاسوب الحصول على استشارة طبية بالصوت أو الفيديو، وحجز مواعيده إلكترونيًا، واستلام وصفاته الطبية مباشرة.

هذا التغيير لم يختصر فقط الوقت والجهد، بل ساهم في تقليل الازدحام داخل المرافق الصحية وتحسين كفاءة تشغيلها.

الفوائد لمرضى الأمراض المزمنة وكبار السن

يُعد الطب الاتصالي حلاً مثاليًا لشرائح معينة من المرضى:

  • مرضى الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم الذين يحتاجون متابعة دورية، حيث يمكّنهم من التواصل المستمر مع أطبائهم دون مشقة التنقل.
  • كبار السن الذين قد يواجهون صعوبة في التنقل، حيث يوفر لهم متابعة صحية منتظمة من منازلهم.
  • المناطق النائية التي قد تفتقر إلى مرافق صحية متقدمة، حيث يسد الطب الاتصالي الفجوة في توفير الاستشارات الطبية.

تجربة المملكة والتحول المحلي

عملت المملكة من خلال وزارة الصحة وهيئة الصحة الرقمية على إطلاق مبادرات داعمة للطب الاتصالي، مثل منصة صحتي وخدمات العيادات الافتراضية التي أصبحت اليوم متاحة بشكل واسع.

وفي هذا السياق، يبرز نظام AndroHealth كتجربة محلية متقدمة، إذ يدمج خدمات الطب الاتصالي ضمن منظومته المتكاملة. فهو يتيح للمريض إجراء مكالمات فيديو وصوت مباشرة مع الطبيب، واستلام تقاريره ووصفاته الطبية إلكترونيًا، مع توافق كامل مع متطلبات منصة نفيس وأعلى معايير الأمان السيبراني.

نحو مستقبل صحي متصل

يمثل الطب الاتصالي مستقبل الرعاية الصحية في المملكة والعالم، حيث يربط بين المريض والطبيب بلا قيود زمانية أو مكانية. ومن خلال دعم رؤية المملكة 2030 والمبادرات الوطنية، إلى جانب أنظمة محلية مثل AndroHealth، يتجسد مفهوم الرعاية الصحية الذكية التي تضع المريض في قلب الاهتمام وتضمن له تجربة صحية أكثر سهولة وأمانًا.